أثر اليوجا على الانسان

أثر اليوجا على الانسان – سلسلة ارتباط الجسد والمشاعر والأفكار

مقدمة أثر اليوجا على الانسان

كنا في مقال سابق قد تحدثنا عن أن الإنسان له 5 مستويات في الوجود. ففي وقت ما نكون أجسادنا. وفي وقت أخر نكون ما نفكر به أو ما نشعر به. و في أوقات أخرى نكون ما نفعل. وربما لانكون أي مما نعرف. في هذا المقال سنفصل في ان مستويات الجسد – الطاقة – والعقل يرتبطون ارتباطا وثيقا في حياتنا اليومية. وأن المعرفة بهذا الارتباط والوعي به قد تغيير في المنظور الذي ننظر به لحياتنا وبالتالي الطريقة التي نعيش بها. راجعي مقال مستويات الوجود الانساني كمرجع

الوضع المثالي

جسم صحيح معافى

إن الجسد الصحيح المعافى. والذي تقوم فيه جميع الاعضاء بأداء مهامها بصورة مثالية ومتكاملة. في نظام مبدع يكون الشخص الصحيح لا يعاني من الامراض. ولا أي متلازمات ضعف في أي عضو من اعضاء جسده. لنتخيل الشخص في حالة الجسد الصحي. إننا لا نفكر في كيفية عمل الجسم. حيث يقوم القلب بضخ الدم لجميع أعضاء الجسم. وتزوده الرئتين بالأوكسجين اللازم لكل عضو ليقوم بمهامه. وتقوم الكبد والكلى بتنقية وتنظيف كل ما يدخل للجسم والتخلص من السموم. وكل ما قد يضر بالجسم. هذه الاعضاء تكون متناغمة وتعمل كما ينبغي. هذا هو الامر الطبيعي لكل إنسان.

أفكار متزنة ومتجددة

يكون الإنسان في حالة عقلية خلاقة ومبدعة. إذ يمكنه التفكير في حلول لكل المشاكل التي تواجهه بصورة فعالة. كما يمكنه أن يبدع ويكون إضافة للحياة البشرية. فيقوم بالاختراع والإبداع. ولا تكون عملية التفكير عملية مرهقة. بل بالعكس تكون عملية ممتعة وفعالة. حيث يقوم بها الإنسان وهو بكامل الرضى والرغبة. دون ضغط أو خوف.

مشاعر متناغمة وصحية

أيا كان ما يفكر فيه هذا الإنسان أو يفعله يقوم به وهو في حالة شعور طيبة ومحببة. ولا تقوده أفعاله أو أفكاره لمشاعر ليست ذات صلة بما يفعل. فعلى سبيل المثال في حالة التفكير في حل لمشكلة ما أو القيام بتطبيق حل لمشكلة ما. تكون المشاعر الغالبة هي الرغبة في حل المشكلة فقط. وليس هناك أي مشاعر أخرى متداخلة. مثل الخوف من الفشل أو الإحساس بالضغط والاستهلاك أو حتى الانغماس في المشكلة وإيجاد حلول إضافية لمشاكل أخرى ليست هي المشكلة الحالية.

ارتباط العقل والجسد

نجد أن الجسد المصحيح. يكون داعما لعملية التفكير الخلاقة. وتدفعهما مشاعر متناغمة. ويكون الجسد والأفكار والمشاعر تحدث وترتبط مع بعضها البعض في اللحظة المعينة فقط. وهو وضع مثالي قد نمر به في وقت ونفقده في وقت اخر. و العقل و الجسد هما مستويين فقط من مستويات الوجود الإنساني. و الذين يربط بينهما مستوى الطاقة. وتفاعل الطاقة مع الإنسان يعد من اهم الممارسات اليوجية التي تجعل أثر اليوجا على الإنسان من اهم الأشياء التي يجب ان يركز عليها الإنسان

الوضع الواقعي

يتناول الشخص أطعمة ومشروبات ويتنفس الهواء. هذه المدخلات تتفاعل مع بعضها البعض وينتج عنها نتائج تؤثر على أجسادنا بصورة ما عاجلا او اجلا. فمثلا لعدم معرفتنا بكيفية عمل نظام اجسادنا. فإن ما نتناوله من طعام وشراب. يؤدي للتأثير على الطريقة المثالية التي تعمل بها أجسادنا. وهنا يقوم الجسد بمحاولة ترتيب الامور وإرجاعها للوضع المثالي مما يستلزم طاقة أكبر. والتي قد لا تتوفر. ويستوجب عملا أكبر قد لا يكفي اليوم الواحد لأداءه. فيقوم الجسد إما بمراكمة العمل أو الابطاء في أداء المهام. مما يؤدي إلى إعاقة لجزء ما في أجسادنا. هذا الأمر يرتبط أيضا بمدخلات أخرى مثل المدخلات التي تنتج من تفكيرنا نتيجة ما يحدث في أجسادنا. فنقوم بتوليد افكار ومشاعر معينة (لا يهم أيهما يحدث أولا المهم انهما متلازمين) فكل فكرة يتبعها شعور وكل شعور تتبعه فكرة. و ان لم نكن واعين لذلك. هذه المدخلات التي تتفاعل مع ما ادخلناه لاجسادنا وتنتج حالة معينة عامة عن الانسان. قد تقوده للإقدام على فعل ما أو الإحجام عن فعل ما. ونتائج هذه الأفعال تعود مرة اخرى كمدخلات مشاعر أو أفكار أو قرارات لاطعمة او مشروبات. تقوم هي الأخرى بتوليد حالات في اجسادنا وهكذا دواليك. وبمرور الوقت يحدث أن يصاب الجسم بعطل ما فيؤدي لمرض ما. قد يتمكن الجسد نفسه من علاجه بنفسه مع الوقت. وقد يتطلب تدخل إنساني من طبيب أو معالج. هنا يظهر أثر اليوجا على الانسان. ففي الأوضاع العادية .لاننتبه ما إذا كنا في حالة شهيق أو زفير عند رفع أو تناول شيء ما. ولا ننتبه عندما نتوقف عن التنفس عندما نتفاجأ. ولكن مع ممارسة اليوجا باستمرار. يكون أثر اليوجا على الانسان في انتباهه لأدق التفاصيل التي ممكن أن تغيير حياته. كأن يبدأ بتهدئة تنفسه عند التوتر أو الخوف مثلا.

دور اليوجا والممارسات اليوجية في هذا الارتباط

             ان جميع أنواع الرياضة تعد ممارسات يوجية. إذ أنها تساعد الجسد على اداء مهامه الاساسية بصورة فعالة. وتساعد أيضا على التخلص من السموم. كما يكون الممارس للرياضة أغلب الأوقات في حالة شعورية وفكرية جيدة. تشترك رياضة اليوجا مع الرياضات الأخرى في هذه النتيجة. ويعد أثر اليوجا على الانسان سواء كان رياضيا محترفا. أو حتى فقط يحافظ على صحته. أثر فعال جدا.

فبالإضافة إلى مساعدة الجسد في أداء مهامه. والحفاظ على حالات شعورية وفكرية جيدة. تضيف اليوجا التدريب على التحكم في التنفس  واستخدامه بصورة فعالة. كما تضيف ايضا عملية التامل والتي تكون قبل وأثناء وبعد انتهاء التمرين. وكأن الإنسان يساعد جسده في السماح له بالاعتناء به على اكمل وجه. مما يجعل الإنسان في حالة توازن وانتباه مستمر. فممارسة اليوجا تساعد الانسان بالانتباه لما يتناوله من اطعمة ومشروبات. ومتى يتناولها وكيف يتناولها وهذا السلوك يساعد الجسم على أداء مهامه بصورة صحيحة. كما أن ممارسة اليوجا تساعد الجسم على الانتباه لم يفكر به ويشعر به في المواقف المعينة. حيث ان حدوث مشاعر مثل الخوف مثلا تكون مبررة في مواقف مخيفة. ولكن اجترارها في أوقات اخرى والتفكير فيما كان يمكن ان يحدث إذا كان الشخص قد قام بتصرف مختلف مما قام به. قد لا تكون مفيدة للحالة المزاجية للشخص. و التي تؤثر بصورة مباشرة على حالة الشخص الصحية بصورة عامة.

التنفس

إن التنفس من اهم الممارسات اليوجية التي تجعل أثر اليوجا على الانسان أثرا فعالا. فهو النشاط الذي يؤدي لتوازن الجسم – التفكير – والمشاعر. و عملية التحكم في التنفس ومدته والطريقة التي نتنفس بها. قد لا تكون عملية مستمرة. ولكن ممارستها مع اليوجا. تجعل الشخص مساهما فعلا في تحسين حالته الجسدية و العقلية. وبذلك فإن أثر اليوجا على الانسان لا يكون فقط مباشرا في ممارستها كرياضة. بل وأيضا أثر غير مباشر. في تحسين جودة التنفس. و الذي بدوره يساهم في تحسين جودة الحياة

تلخيص أثر اليوجا على الانسان

إن ممارسة اليوجا تساعد الإنسان على مراقبة تفاعلات جسده – تنفسه – أفكاره – مشاعره وهذا الأمر مع مرور الوقت يصبح عادة ثابتة لا ترتبط فقط بتمرين اليوجا ولكن أيضا في الحياة وتفاصيلها. وهذا الأمر يعد من الأمور التي تساعد على رفع الوعي بصورة عامة. مما يؤدي لتغيير جودة الحياة للأفضل في مختلف النواحي. أي ان أثر اليوجا على الانسان. ينعكس على حياته وعلاقاته والبيئة من حوله

 لمعلومات إضافية عن أثر اليوجا على الانسان في هذا المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top