تعد اوقات الأزمات كالحروب أو الكوارث الطبيعية أو حتى الحوادث الشخصية. من الأوقات الصعبة جدا التي يمكن ان يمر بها الإنسان. حيث يكون فيها في حالة من عدم الاتزان في كل النواحي. وفي هذه الأوقات يعد الهروب نحو المناطق الامنة والانتظار في أمان هو النشاط الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه ويقوم به الإنسان.
اليوجا من الممارسات التي تدعو لاتحاد النشاطات الجسدية والعقلية والنفسية. حيث نجد ان ممارسة اليوجا كرياضة يكون فيها الاسترخاء والاحساس بالامان والطمأنينة. الأمر الذي يجعل الكثير من الناس يظنون أن ممارسة اليوجا أوقات الأزمات ربما تعود عليهم بالفوائد المعتادة في الأوقات الطبيعية. ولكن عدم توفر الأمان والشعور بالطمأنينة أو الخوف الشديد هي مشاعر سائدة في هذه الأوقات ،ولأن الانسان في هذه الأوقات لا يعتبر في الحالة الطبيعية لا ينصح أبدا بممارسة اليوجا أوقات الأزمات أو أي نشاط رياضي اخر في هذه الظروف. ولنتعرف على الأسباب التي تحول دون ممارسة اليوجا والنشاطات الرياضية في اوقات الحروب.
محاذير ممارسة اليوجا أوقات الأزمات
في الاوقات الحرجة ترتبط كل حركة وكل فعل نقوم به بصورة قوية بهذه الاوقات والأصوات والمناظر المصاحبة لها. حيث أن ما نرى وما نسمع عبارة عن معلومات يتم تخزينها وربطها بما نشعر به في اللحظات المعيينة. وفي الأوقات التي يواجه فيها الإنسان خطرا ما تنصب جميع جهوده حول النجاة. حيث تمثل غريزة البقاء الدافع الوحيد الذي يعين الإنسان على مواصلة العيش. ففي هذه الأوقات تتركز جميع الطاقات لتدفع الجسد للركض والبقاء في حالة تأهب. وهذا الامر يعد تلقائيا حيث تقوم الأجهزة الحيوية في أجسادنا بإفراز كل ما نحتاجه في هذه اللحظات للبقاء على قيد الحياة وهو أمرا محمودا جدا في هذه الظروف. لذلك لا يجب علينا نشنيت أجسامنا في أي مجهود اخر غير إبقاءنا أحياء. والنشاط الوحيد الذي يمكننا أن ندعم به أجهزتنا الحيوية هو النشاط الذي يساعدها على الحصول على الطاقة اللازمة لأداء مهامها على أكمل وجه. لذلك لا ينصح بأي نشاط جسدي سواء كان ذلك يوجا أو مشي أو أي نوع من انواع الرياضات البدنية المعروفة. وان كان هناك فرصة للممارسة. يفضل الاستفادة منها في حالة حفظ الطاقة والتنفس بوعي فقط. لمعرفة المزيد عن اليوجا وممارستها وفوائدها يمكنك قراءة مقال رياضة اليوجا على مدونة يوجتنا
ماذا يحدث لأجسامنا عند تعرضها للتوتر والخوف الشديد
عند التعرض للصدمات النفسية أو الجسدية، يحدث تأثير كبير على الجهاز العصبي. هذا التأثير يمكن أن يكون معقدًا ويختلف من شخص لآخر، ولكنه غالبًا ما يشمل عدة مراحل وتأثيرات رئيسية مفصلة كما يلي:
استجابة القتال أو الهروب (Fight or Flight Response):
– عند مواجهة تهديد أو صدمة، يُفعّل الجهاز العصبي الودي لإعداد الجسم للقتال أو الهروب. يتم إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة ضربات القلب، توسيع حدقة العين، وتحفيز الجسم لتوليد طاقة سريعة. ردة لفعل هذه تحاكي ما كان يفعله الانسان الأول عندما كان يعيش في البرية ويحتاج لأن يهرب أو يحمي نفسه من الخطر. في ذلك الوقت كان الخطر حقيقيا فتكونت ردة فعل حقيقية لمواجهته وهذا ما يحدث لبعض الأشخاص عند تعرضهم للصدمات.
تأثير طويل الأمد:
– إذا استمرت الصدمة أو تم التعرض لصدمة شديدة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى استجابة دائمة للجهاز العصبي، حيث يبقى في حالة تحفيز مستمر. هذا قد يؤدي إلى اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، القلق المزمن، والاكتئاب.
تأثيرات على الدماغ:
– يمكن أن تتأثر مناطق معينة في الدماغ مثل اللوزة والحصين بسبب الصدمة. اللوزة قد تصبح أكثر نشاطًا، مما يؤدي إلى استجابات عاطفية مفرطة، بينما قد يتأثر الحصين، مما يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة وتفسير الأحداث.
استجابة الجهاز العصبي السمبتاوي
– بعد مرور فترة من الزمن، يحاول الجسم العودة إلى حالته الطبيعية من خلال تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي، الذي يساعد على تهدئة الجسم وإعادته إلى حالة الراحة. ولكن في حالة الصدمات المتكررة أو الشديدة، قد يواجه الشخص صعوبة في العودة إلى هذه الحالة.
تأثيرات صحية عامة:
– الصدمات المتكررة أو الشديدة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، واضطرابات النوم. الجهاز المناعي يمكن أن يتأثر أيضًا، مما يزيد من قابلية الشخص للإصابة بالأمراض. التعامل مع الصدمات قد يتطلب علاج نفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي ، أو تدخلات أخرى لمساعدة الجهاز العصبي على العودة إلى توازنه الطبيعي.
التنفس كنشاط واعي لأوقات الأزمات
يعتبر التنفس بوعي أو تقنيات التنفس المختلفة لإدارة التوتر والخوف من أكثر النشاطات فعالية في الأوقات الحرجة أو أوقات الأزمات. حيث أن التنفس يساعد على مد الجسم بالطاقة كما أنه يساعد العقل على البقاء في اللحظة وقراءة الواقع كما هو بواقعية، الأمر الذي يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة في تلك الأوقات. ومن التقنيات التي تساعد جدا في مثل هذه الأوقات. تقنيات التتنفس التي يستخدم فيها الأنف والفم معا مثل تقنية تنفس الأصوات إذا أمكن. للمزيد عن التنفس وتقنياته يمكن قراءة مقال التنفس الصحيح على مدونة يوجتنا
تنفس الأنف والفم
في هذه التقنية يتم التركيز على عملية الشهيق منفصلة عن عملية الزفير، وذلك لزيادة التركيز في اللحظة المعينة فيقوم الشخص بأخذ شهيق عن طريق الانف ثم يأخذ الزفير عن طريق الفم. وتستمر هذه العملية إلى أن يستقر الشخص أو يذهب عنه الهلع أو الخوف أو التوتر. هذه العملية تعتبر امنة وليس ليها اي اثار جانبية. إلا أنها في حالات متأخرة قد لا تؤدي إلى النتائج اللازمة. وكنوع من تدريب العقل أو الدماغ للاستجابة لهذا النوع من التنفس يمارس ممارسو اليوجا هذا التنفس خلال تدريباتهم العادية. ويتم التركيز عليه في حالة تدريبات اليوجا أوقات الأزمات أو يوجا الصدمات.
تنفس الأصوات
كما في التقنية السابقة يتم فصل عملية الشهيق لتتم بالأنف عن عملية الزفير التي تتم بالفم. ولكن في حالة تنفس الأصوا فإن عملية الزفير يصحبها اخراج صوت معين مثل صوت حرف الااااااااااا أو السسسسسسسسسسسسس أو الأوووووووووو أو الممممممممممممم وذلك لتحفيز الانتباه بإضافة حاسة السمع للانتباه لللحظة. وتعد هذه التقنية من التقنيات الفعالة جدا لتخفيف التوتر والخوف حيث أنها تنبه الشخص للحظة الحالية كما هي فتكون مفيدة في حالة وجةد الشخص في حالة خطر حقيقي أو تعيد الشخص للواقع في حالة التحفيز المزيف.
لمعرفة المزيد عن أوقات الأزمات والصدمات يمكن قراءة هذا المقال عم الصدمات
اليوجا أوقات الأزمات الشخصية
تعد الحوادث الشخصية من الازمات التي يكون لها أثر كبير علينا. سواء من الناحية النفسية أو ربما من الناحية الجسدية أيضا. ومن المرجح انه وأثناء وقت وجود الشخص في الحادث المعيين. غالبا لا يكون في إمكانه ممارسة أي نشاط غير الخروج من هذه الأزمة أو هذه اللحظة. ولكن قد يتبادر في الذهن أن هناك ما يمكن عمله حتى قبل الخروج من الحادث المعين. وهو بالمثل كما ذكرنا في الفقرة السابقة. قد يكون التنفس هو النشاط الوحيد الذي يساعد على تخطي مرحلة لحظة الازمة نفسها. و غير ذلك من نشاطات قد يؤدي إلى أذى.
الوقت المناسب لممارسة اليوجا أوقات الأزمات
تبدأ ممارسة اليوجا كنشاط رياضي ما بعد الخروج من الحرب او الكارثة أو الحادث. سواء كان ذلك بالانتقال لماكن جديد. أو بعد انتهاء الكارثة او الحرب في المكان الذي يتواجد فيه الإنسان. في مرحلة ما بعد الصدمة ينصح بالبدء بنشاطات خفيفة لاستيعاب ما خلفته هذه الصدمة في أجسادنا من ردود فعل. والتي تمتد بلا شك لمشاعرنا سواء عن طريق الذكريات أو ردود الافعال نفسها. وهو ما يعرف بيوجا الصدمات.
عند المرور بأي صدمة. من المؤكد أن ذلك يؤثر على سريان الطاقة في أجسامنا فينتج عن ذلك ألم أو حتى تصاب بعض الأعضاء ببعض الإصابات. فيحد ذلك من حركتها. وفي بعض الاحيان لا تكون الإصابات جسدية ظاهرة. ولكن تكون مرتبطة بحالة شعورية معينة تم تخزينها و ربطها نفسيا في عضو معين فأدت لأن أصبح هذا العضو غير قادر على أداء مهمته بصورة سليمة. و ممارسة اليوجا في هذه الحالة تكون فعلاى في فهم الارتباطات التي تم تخزينها بصورة تلقائية في أعضاء الجسم. إذ نسمح لأجسادنا بإخبارنا بما تم تخزينه من ذكريات هذه الفترة. ومن ثم نقوم بتحرير هذه الذكريات وما يرتبط بها من مشاعر. وهنا تكمن فعالية اليوجا أوقات الأزمات. فهذه العملية لست بالبساطة التي نتحدث بها. إنما تختلف من شخص لشخص. وتعتمد على مدى قوة تأثير الكارثة على الشخص وتفاعلها مع تراكمات أخرى. لذلك ينصح بالبداية في معالجة تأثير هذه الصدمة في الفترة التي تليها مباشرة وعدم تركها لمدة أطول حتى لا تتعمق فينا اكثر. ويصعب التعامل معها.
وتعد يوجا الصدمات من الممارسات المهمة. التي تساعد الممارس على تقبل الواقع والتعامل معه بفعالية. إذ أن الغالبية تلجأ للإنكار والنسيان لهذه الفترةز مما يؤثر سلبا على الحياة بصورة عامة. وقد تصل إلى الإصابة بالأمراض.
نافذة التحمل
وهي مفهوم لما يحدث لوعينا جراء التعرض للصدمة. حيث أن تقدرينا للخطر في وقت الازمة يكون كبير جدا مما يساعدنا على النجاة. وتكمن المشكلة عندما تظل عقولنا في حالة تأهب حتى بعد انتهاء الأزمة أو الكارثة ويظل كل شيء حولنا محفز خطر يدعونا لأخذ الأسباب للنجاة حتى ونحن في حالة أمان. ودور ممارسة يوجا الصدمات يكمن في أنها تعيد نافذة التحمل عندنا بوضع يجعلنا قادرين على تقدير وتمييز الخطر الحقيقي من الخطر المزيف العالق في أذهاننا. من الصدمات السابقة. لذلك ينصح بممارسة يوجا الصدمات بعد انتهاء الأزمة ووجودنا في مكان أمن وليس حولنا خطر مهدد للحياة. وهي بدورها تقوم بمسعدتنا على العودة لممارسة حياتنا الطبيعية دون قيود.
ممارسة اليوجا بعد مرور الأزمة
أما بعد ان تمر هذه الفترة فينصح بممارسة تمارين اليوجا بصورة منتظمة حتى يتعلم الجسم والعقل على المراقبة المستمرة والتخلص من المشاعر السلبية بصورة دورية. حيث ان الشحص الذي مر بالصدمة قد يكون ذا حساسية عالية بالإصابة بصدمات جديدة. وممارسة رياضة اليوجا باستمرار تساعده على بناء نظام مناعي جيد للحؤول دون الإصابة بالصدمات الجديدة.
فأجسادنا ترتبط بمشاعرنا وأفكارنا ارتباط وثيق. ويعملون جميعا في تناغم ليصبح الشخص في أفضل احتمال. ولكن في اوقات الأزمات يكون التناغم بين الجسد و المشاعر والأفكار في حالة عدم اتزان فينتج عنه نتائج عكسية. اليوجا في أوقات الأزمات تتعامل مع الشخص وكأن الأزمة مازالت مستمرة و تساعده على التخطي. و إلا سيظل الشخص موجودا في الأزمة لأوقات طويلة و يصعب التعامل معها.
الأسئلة الشائعة حول اليوجا في أوقات الأزمات
ما هي فوائد ممارسة اليوجا لأوقات الأزمات
– يمكن أن تساعد اليوجا في تقليل التوتر والقلق من خلال تقنيات التنفس العميق والتأمل، مما يعزز من الإحساس بالهدوء الداخلي والاستقرار النفسي في الأوقات الصعبة.
ما هي أفضل أنواع اليوجا لمواجهة الضغوط النفسية؟
– تعتبر يوغا “هاثا” و”ريستوراتيف” من أفضل الأنواع لمواجهة الضغوط النفسية، حيث تركز على الاسترخاء والتأمل، مما يساعد على تهدئة العقل والجسم.
كيف يمكن لليوجا أن تساهم في تحسين النوم خلال الأزمات؟
– تساعد تمارين التنفس والتأمل الممارسة في اليوجا على تهدئة العقل والجهاز العصبي، مما يمكن أن يسهم في تحسين جودة النوم وتقليل الأرق الذي قد ينتج عن التوتر.
هل يمكن لليوجا أن تساعد في التغلب على مشاعر الحزن أو الاكتئاب في أوقات الأزمات؟
– اليوجا ليست بديلاً عن العلاج الطبي، لكنها يمكن أن تكون أداة مساعدة قوية للتعامل مع مشاعر الحزن والاكتئاب من خلال تعزيز الوعي الذاتي وتحقيق السلام الداخلي.
هل توجد تقنيات يوجا محددة يمكن ممارستها عند الشعور بالذعر أو القلق المفاجئ؟
– نعم، تمارين التنفس مثل “التنفس العميق” وتقنية “العد التنازلي” يمكن أن تكون فعالة في تقليل حدة القلق والذعر المفاجئ.
خاتمة
ترتبط ممارسة اليوجا أوقات الأزمات ارتباطا وثيقا بمفهوم ارتباط الجسد و المشاعر والأفكار وسريان الطاقة بصورة سليمة. ولكن مما لا شك فيه أن الصدمات والأزمات تمثل هزة عنيفة في وعي الانسان. لذلك فإن ممارسة النشاطات التي يمكن أن تساعد الانسان لتخطي الأومات والصدمات كممارسة اليوجا في الأوقات العادية وممارسة تقنيات التنفس قد تساعد كثيرا في تخطي الصدمات عند حدوثها وعدم الحودة لللجوء لممارسة اليوج أوقات الازمات. هذا المقال أيضا من القصص الملهمة جدا في ممارسة يوجا الأزمات أو الصدمات