مقدمة
وضعيات اليوجا هي الوضعيات التي نقوم بها في حياتنا اليومية في مختلف المواقف، كوضعيات الوقوف والجلوس والتوازن وغيرها، وضعية الجبل هي الوضعية الأساسية التي تنطلق منها جميع وضعيات الوقوف. في هذه المساحة سنقوم بعرض وضعية الجبل باسلوب ادبي لمعرفة وصفها وفوائدها وكيف يمكن ممارستها خلال اليوم.
بداية الحلم 1: وهل للحلم بداية
أركض في غابة أشجارها كثيفة، ذات أغصان متشابكة، وأوراق وريفة، أركض من شيء ما أو شخص ما، لا أعرف ما هية مطاردي، فله رأس ويدين ورجلين وهو يمشي على قائمتيه لكنه يزمجر كاسد هائج.
حاولت التحدث معه ومخاطبته علي أجد لغة للتحاور معه، حاولت التحدث معه او الصراخ فيه حتى نتفاهم، خطر على بالي أنه ربما لا يتحدث لغتي، ولكن لكي اتأكد من هذه المعلومة علي ان اقف لأحادثه أو أشير إليه. إلا انه يظل يركض خلفي، بل يطاردني ثائرا وغاضبا ولا ادري سببا لهذه المطاردة.
ظل يزمجر باستمرار ويركض خلفي بسرعة كانت تضاهي سرع البرق في تلك اللحظة، وظللت اركض هاربة منه، فبالرغم من شكله الذي يبدو كأنسان إلا أن صوته بدا كأسد غاضب. أيقظ ذلك الصوت داخلي ما يعرف بغريزة البقاء، فالشعور بالخطر جعل من قدماي التي ركض سريع.
الجبل
فجاة وجدتني أركض إلي طريق منتهي. فمع نهاية خط الأشجار لاح لي جبل كبير يقف هنالك مهيبا. تملكني خوف اكبر، فأنا متعبة جدا ولم اعد قادرة على مواصلة الركض وبالطبع لست قادرة على تسلق الجبل.
مازلت أركض والأفكار المرعبة والخيالات بأن أصير وجبة شهية لهذا الانسان الاسد جعلت الأرض تضيق من حولي. إلى ان صار الجبل على بعد خطوات مني، وإذا بصوت داخلي يهمس لي أن توقفي – انتصبي – قفي مكانك وخذي نفسا عميقا وانتظري.
لا أدري من أين جاء الصوت ولا ادري كيف أطاعه جسدي رغم ان عقلي ظل منشغلا ومنفعلا كيف اتوقف وخلفي هذا الصياد الشرس؟
سوف يتم اكلي ما ان اتوقف – إلا أن قدماي توقفتا. سأصير وجبة لهذا المفترس – لكن انفاسي هدأت ما ان توقفت قدماي.
ماذا افعل يجب أن اواصل الهرب من هذا المصير المرعب – هكذا سكن جسدي وانتصب شامخا كما الجبل الماثل أمامه.
توقفت مجبرة فجسدي اطاع صوتا داخلي وعقلي ما زال منفعلا. توقفت متاهبة ثم رويدا رويدا بدأ عقلي ينجر خلف جسدي ويهدا هو الاخر. وكأني اراني على شاشة التلفاز أفعل شيئا لا يمت للمنطق بصلة، وفي قمة دهشتي وجدت ان الوقوف اما هذا الجبل امدني بقوة ثبات ذلك الجبل. انصت حولي ترى ين مطاردي وماذا يفعل؟ هل يستعد للانقضاض علي ؟ هل بدأ يأكلني فعلا وانا غائبة في عالم جهازه الهضمي ولست اشعر بشيء من شدة صدمتي؟ دارت الافكار بعقلي كالاعصار. إلا انها بدات بالهدوء لم اعد أفكر بل أشعر بما حولي، انصت حولي ولم استمع إلا لصوت أنفاسي. لم اسمع خطوات مطاردي، لم اسمع صوت زمجرته، والذي زاد دهشتي انني لم اعد اشعر بالتعب حتى. كل ما كان يحدث أنني كنت هناك في تلك اللحظة غير المحددة، في هذا المكان غير المعروف، كنت هناك كنت انا.
شعرت بحركة خلفي، فكرت ربما يكون مطاردي، فعاد الصوت داخلي تنفسي بهدوء، ففعلت. ربما كنت مازلت خائفة ولم أفتح عيني، شعرت بالحركة تقترب، وقال الصوت داخلي قفي بثبات. ففعلت. لم أعد خائفة حقا ولكن الفضول حل محل الخوف داخلي، تمنيت لو ارى ما يحدث حولي ولكن ما امتلك الجرأة لأفتح عيني. اقترب ما ظننته مطاردي أكثر ثم ابتعد وكان ثباتي ووقوفي هناك افده الرغبة في افتراسي. لم اعد وجبة شهية، فما ميزة وجبة واقفة لا تحصل عليها دون مطاردة؟ صار الجو حولي هادئا صامتا ساكنا. لا حركة ولا خوف. فقط انا واقفة كالجبل أمام ذاك الجبل.
وضعية الجبل
وقفت كالجبل فزهد في مطاردي.
وقفت ثابتة كالجبل فسكن جسدي وعقلي.
ثبت كالجبل فوجدت انفاسي طريقها لتهدئتي
وكما الجبل ذلك الحجر الضخم الذي يعمل على استقرار جميع ما حوله ومن حوله. وقوفي كالجبل جعل نفسي تطمئن وتسكن، وارشد جسدي ليثبت ويتزن، وساقت عقلي ليهدأ ويستقر.
حياتنا مليئة بالتفاصيل. تفاصيل صغيرة من حولنا نستقبلها وتتعملق داخلنا بفعل جموح خيالاتنا.
الوقوف بقوة وثبات. والسماح للنفس بالسريان فينا كما يجرب الماء العذب في جدول واسع ممتد دون عوائق. يعيد التفاصيل لأصلها. تظل حياتنا كما هي.
نعود على انفسنا هنا والان.
أتامل نفسي واقفة بثبات، أتنفس وأشعر بالهواء يتخلل جسدي ويمدني بالطاقة لمواجهة التفاصيل المحيطة بي. أراقب جسدي يتفاعل مع الحياة. يضيف إلى تفاصيلها تفاصيلا تشبهني وترسم بصمتي حولي.
هكذا اكون عندما اقف في وضعية الجبل.
ما هي وضعية الجبل؟
هذه الوضعية من أهم الوضعيات التي تؤثر بصورة مباشرة على الهيكل العظمي وعلى صحة عضلات ومفاصل الجسد. كما أن لها تأثير كبير على الطاقة العامة لأجسامنا، فعند ممارستها بصورة صحيحة خلال اليوم يساعد ذلك على بث النشاط والحيوية على جميع اعضاء الجسد، فإذا نظرنا لخصائص الجبل ببساطة، فهو يقف بثبات وقوة دون حراك. الثبات يعني أن تكون متوازنا في جميع أجزاء الجسم حيث أن مفاصل الجسم وعظامه منتظمة بالطريقة الصحيحة، والعضلات في حالة شد وقوة.
وصف وضعية الجبل
الأقدام تلعب دور القاعدة المتماسكة التي تحمل الجسد، حيث أن الكعب والأصابع هي في قمة التماسك والثبات، تعلوها الساق بصورة صحيحة دون الضغط على عظم الساق أوعضلاته، ثم شد الركبة لتساعد في جعل عضلة الفخذ تدعم كل الرجل على حمل الجسد إذ أن قاعدة القدمين بعيدة من أعلى الجسد فتأتي عضلات الفخذين لتعزز قوة الوقوف بثبات، ثم مفاصل الحوض والتي تقوم الظهر عن طريق تقويم السلسلة الفقرية، بحيث لا تكون السلسلة في حالة إنحناء للأمام أو تقوس للخلف الشيء الذي يؤثر مع مرور الوقت سلبيا على صحة الظهر و السلسلة الفقرية، إذن اتزان الحوض وشد عضلات البطن قدر المستطاع وشد عضلات المقاعد يدعم بقوة الصطفاف عظام الهيكل الظهر والصدر فول عظام الأرجل بصورة صحيحة، أخيرا رفع الصدر واسترخاء الكتفين و رفع الرأس بحيث يكون الذقن موازي للأرض. عند أخذ نفس عميق والتركيز مع التنفس في هذه الوضعية فإن أبسط أثارها هو أنك تشعر بالنشاط فقط للوقوف في وضعية الجبل مثلا لدقيقة واحدة.
فوائد الوضعية الأساسية في الوقوف
- . تنشيط الجسد
- تعلم الوقوف الصحيح مما يدعم صحة الهيكل العظمي واصطفافه بصورة صحيحة
- توزيع وزن الجسد بصورة متساوية و متزنة حتى لا يؤثر وزن الجسم على جهة واحدة مما يسبب المشاكل في المستقبل
- تعد هذه الوضعية حجر الأساس للانتقال لعدة وضعيات اخرى بطريقة امنة
ممارسات وضعية الجبل في الحياة اليومية
يمكن أن أمارس الوقوف في وضعية الجبل في نشاطات مختلفة خلال اليوم وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- الوقوف في المطبخ
- الانتظار في أي صف
- الوقوف في المترو أو البص وإن كانت احدى اليدين مرفوعة للتثبيت
- أثناء تقديم عرض أو التدريس
مراجعة مقال ممارسة اليوجا من المنزل من هنا أو لمعلومات باللغة الانجليزية من مواقع اخرى يمكن زيارة اللينك
لمزيد من المعلومات يمكنك متابعة فيديو وضعية الجبل على قناة يوجتنا على اليوتيوب من اللينك أدناه
