مقدمة عن اليوجا وتطور الوعي
عندما قمنا بتعريف اليوجا في مقال مفاهيم اليوجا. كان المفهوم الثاني هو توجيه كل ما يعتمل في عقولنا من أحداث. ومن هنا تأتي أهمية اليوجا وتطور الوعي. والذي يرتبط إرتباط وثيفق بالتحكم بأحداث العقل. وللوعي نفسه درجات من خلالها يمكن فهم فكرة الوعي بصورة عامة
ما هو الوعي؟
في بعض التعريفات تذكر أن الوعي له علاقة بالإدراك. ولكن نجد أنفسنا في محل تعريف الإدراك نفسه. و هنا وحتى لا تكثر المصطلحات. لنشرح الموضوع بقصة قصيرة
في مرحلة تعلم المشي. يبدأ الطفل بطريقة تلقائية بعمل دراسة وملاحظة للبيئة حوله . حتى يجد ما يمكن أن يستند عليه ويساعده على الوقوف. ثم تاتي مرحلة فهم التوازن. أي أن يبدأ الطفل بمحاولة الوقوف دون أن يمسك في أي شيء بجانبه. وتتم هذه المحاولة عدة مرات يتخللها النجاح والفشل. و عندما يصبح واثقا بأنه يمكنه الوقوف لمدة كافية يبدأ بتقليد الكبار حوله ويحرك إحدى قدميه للأمام. ثم يعود للتوازن مرة أخرى و دراسة البيئة حولة. ثم يحرك القدم الأخرى وبذلك يكون قد بدأ المشي. تتكرر هذه العملية بنفس الصعوبة في مرات لاحقة. و تبدأ درجة الصعوبة تقل رويدا رويدا. إلى أن يمشي دون دراسة للبيئة حوله و دون تفكير. وعندما يكبر تكون عملية المشي عملية تلقائية لا تأخذ أكثر من لحظة اتخاذ القرار والتي يليها المشي مباشرة. هكذا يبدأ الوعي بالتكون. إن عملية المشي هي بداية وعي بالحسد و هي يوجا في سن صغير تمهد لتعلم الإنسان كيفية ممارسة الحياة. ومن هنا تبدأ ممارسة اليوجا وتطور الوعي بصورة طبيعية. فنبدأ بالوعي بأجسادنا. ثم بالبيئة التي حولنا ثم بعد ذلك نبدأ بالوعي بأفكارنا ومشاعرنا. ثم نتعرف ونطور مواهبنا وما يميزنا. سعيا لنيل الرضا من الحياة. و هي نظام مستويات الوجود الإنساني. و الذي يظل يتكرر معنا طوال حياتنا. تابع ركن الهداية لقراءة قصة بداية المشي في قصة وضعية
درجات الوعي
للتمكن من شرح فكرة درجات الوعي سنقوم بالانتقال لخيالنا قليلا. إذا ما تخيلنا قطعة بصل. فهي تتكون من طبقات. طبقة القشرة الخارجية. وهي تكون متأثرة بصورة كبيرة بالبيئة الخارجية التي وجدت فيها هذا البصلة. ثم الطبقة التي تليها. و التي تكون أقل تأثرا. ثم التي تليها إلى أن تنتهي الطبقات
كل طبقة من طبقات البصلة هي عبارة عن جزء من البصلة. و جميع الطبقات مجتمعة هي البصلة. هكذا هي طبقات الوعي. ففي كل طبقة نكون نحن ولكن قد يختلف تأثرنا بالبيئة التي حولنا بحسب عمق الوعي. او ما يطلق عليه غالبا بحسب درجة الوعي. إلى أن نصل لأخر طبقة وهي عبارة عن أنفسنا ولكن قد تكون بعيدة بعض الشيء عن معرفتنا. فقد نصل لمرحلة المعرفة بكل الطبقات. و قد نعرف جزءا من الطبقات. ولكن في كل الاحوال نعرف أنفسنا. وتعتبر رحلة حياة الإنسان هي رحلة وعيه بنفسه و بالحياة . ولذلك فإن اليوجا هي اسلوب حياة متكامل حيث ان اليوجا و تطور الوعي مرتبطان الرتباط طردي. إذ كلما تعمق الممارس في ممارسة اليوجا زاد تعمقا أو ارتقاءا في وعيه
اليوجا وتطور الوعي
من المعلوم أن ممارسة اليوجا تساعد الشخص الممارس بفهم جسمه والتواصل معه. ففي بعض الأحيان ينتبه ممارس اليوجا (كحركات رياضية). أنه عند ممارسة حركة معينة شعر بألم أو بشعور غير محبب في عضو معين. ( وهنا يجدر الذكر بأن الألم المقصود ليس الذي يؤدي لأذية العضو. ولكن الألم الناتج من شد عضلة معينة مثلا) عند الانتباه لهذا الشعور، قد يخطر على بال الممارس ذكرى لموقف معين .أو كلمة معينة. ومع التركيز في العضو المعين أثناء التمرين ومراقبة التنفس بهدوء. يمكن لهذا الشعور ان يختفي. و مع تكرار التمارين مع الوقت. قد ينتبه الممارس أنه قد قام بتحرير مشاعر وأفكار كانت تؤرق مضجعه. هذا المثال يمثل ما يعرف بالوعي بالجسد. ويكون الوعي بالجسد مستمرا ما دام الممارس يقوم بالتمارين باستمرار. حيث أنه يكتشف إمكانيات جسده وقدرته على اداء وضعيات أكثر تعقيدا. تأتي مع مشاعر وأفكار جديدة ومع التكرار يقوم بتحريرها وهكذا. إلى ان يصل ممارس اليوجا لمرحلة لا تحدث عنده عملية ربط المشاعر في أعضاء جسده. وهنا يكون الارتباط واضحا بين ممارسة اليوجا وتطور الوعي. فالممارس يكون قد ارتفع في درجات الوعي ( أو تعمق في الوعي بنفسه) بحث أصبح ينتبه باستمرار لردود إفعاله لما يحدث حوله. وباداء تمارين اليوجا مصحوبا بتمارين التنفس والتحكم في التنفس. يصبح الشخص قادرا في التحكم في انفعالاته. ولا نعني بالتحكم في الانفعالات هنا ان يقوم بكتم الانفعالات. ولكن أن يقوم بعملية اختيار رد الفعل الذي يريد ان يقوم به لحظة حدوث امر معين. ولا يترك نفسه لمستوى العقل اللاواعي الذي يأخذ ردود أفعال مأخوذة من المجتمع الذي حوله والتي قد لا تكون في صالح الشخص أحيانا
عند الارتقاء (أو التعمق) أكثر في درجات الوعي. عن طريق ممارسة التأمل مثلا بعد الانتهاء من التمارين الرياضية. يصبح الشخص أكثر معرفة بنفسه وأفكاره. ويصبح قادرا على تمييز المواقف دون الحاجة للحكم عليها وتصنيفها. ولكن القدرة على التعامل مع المواقف كما هي في اللحظة المعيينة. وهكذا يظل الممارس يختبر درجات مختلفة من الوعي كلما تعمق أكثر في ممارسة اليوجا بمكوناتها المختلفة
التمارين الرياضية الأخرى والوعي
يمكن القول أن كل التمارين الرياضية الفيزيائية التي تساعد الشخص على التعرف على جسمه تعتبر من اليوجا. أو مكون اليوجا الذي له صلة بوضعيات الجسم المختلفة (أسنا). أي أنه عند ممارسة السباحة أو الذهاب إلى الجيم أو أي رياضة أخرى. فإن ذلك يساعد الشخص على الترقي أو التعمق في درجات الوعي
الفرق الذي يميز تمارين اليوجا بالنسبة للبعض. هو ارتباط اليوجا وتطور الوعي من خلال بالنتنفس أثناء اداء التمارين. وارتباطها بالتأمل والهدوء. وذلك يعتبر عاملا مميزا لليوجا كرياضة فيزيائية عن بقية الرياضات. لذلك نجد أنها انتشرت جدا بين الأشخاص الذين لا يفضلون فكرة المنافسة والضغط في الرياضات الأخرى. وبين الذين يرغبون في ممارسة رياضة منفردة دون الحوجة لفريق كامل للتمكن من ممارسة الرياضة المعينة
درجات الوعي وعلم النفس
في كثير من جلسات العلاج النفسي نجد أن المعالجين يركزون على فكرة الوعي بالنفس. أي ان الوعي باختلاف درجاته يعد أمرا مهما للصحة النفسية. كما هو مهم جدا للصحة الجسدية. وفي الحقيقة لا يكون الشخص واعيا بنفسه إذا اختل احد الطرفين. الطرف النفسي او الجسماني. فالوعي النفسي درجة من درجات الوعي. مثلها مثل الوعي بالجسد
وختاما
فإن الترقي أو التعمق في درجات الوعي يعتبر ضمنيا من الأهداف التي يسعى لها كل إنسان. قد تختلف صياغتنا للأهداف ولكن المراد تقريبا من كل هدف هو المشاركة في ترقي الجنس البشري من خلال الترقي أو التعمق في درجات الوعي. ممارسة اليوجا وتطور الوعي يمكن أن يظهر تأثيرها بوضوح في حياة الممارس
مرجعية المقال تأخذ في الاعتبار التغذية أو طبيعة الشخصية أيضا كمؤثر قوي في الوعي الإنساني. والغذاء أيضا يعد جزء من مكونات اليوجا وتطور الوعي. سنقوم بالتطرق لطبائع شخصيات الإنسان وتغذيته. و علاقتها بممارسة اليوجا. وعلاقتها بالوعي في مقالات قادمة بإذن الله. وللمزيد من القراءة والمعرفة يمكن قراءة المقال الرجع باللغة الإنجليزية من هنا